معنى: أنْ لا يشمَّ مدى الزمانِ غَواليا
المسألة:
ما معنى البيت المنسوب للسيِّدة فاطمة (ع) في رثاء أبيها (ص):
ماذا على مَنْ شمَّ تربةَ أحمد ** أنْ لا يشمَّ مدى الزمانِ غَواليا
الجواب:
الغوالي جمعُ غالية وهو نوعٌ من الطيْب الفاخر يبقى أثرُه طويلاً، وهو مركبٌ -كما قيل- من المِسْك والعَنْبَر والعُودٍ والدُهْن، وأضاف بعضُهم إليه الكافور وأنَّ الدُهن هو دُهن البان.
والظاهرُ أنَّ السيَّدة فاطمة (ع) كانت بصدد التعبير عن طيب رائحة قبر النبيِّ (ص) وأنَّ عبَقَها يفوقُ عبَقَ كلِّ طيب حتى أنَّ من شمَّ الرائحة الزكيَّة المُنبعثة من تُراب قبره الشريف يستهجنُ مدى الحياة كلَّ طيبٍ بما في ذلك طيبُ الغالية والذي هو أفخرُ وأزكى أنواعِ الطيب.
ويُحتملُ أنَّ المراد هو أنَّ مَن شمَّ ترابَ قبرِ النبيِّ (ص) يستغني مدى الحياة عن شمِّ الغوالي أي عن شمِّ مختلفِ أنواع الطيب فأرادتْ مِن الغَوالي مطلق أنواع الطيب من باب استعمال جنس الشيء باسمِ بعض أصنافه.
وفي البيت إيحاءٌ بأنَّ أريجَ الرائحة التي تفوحُ من تُراب قبر النبيِّ الكريم (ص) تنفذُ في النفس فيستحكمُ عبقُها بذاكرةِ مَن شمَّها بقيَّةَ عمره حتى أنَّه يفقدُ مِن أثر ذلك حاسَّة الشمِّ لمطلق أنواع الطيب، بمعنى أنَّ كلَّ طيبٍ يشمُّه يُحفِّز في نفسه تلك الرائحة التي كان قد استنشقها من عبَق تُراب قبر النبيِّ الكريم (ص).
"صلَّى اللهُ عليك يا رسولَ الله طِبتَ حيَّاً وطِبتَ ميِّتاً".
والحمد لله ربِّ العالمين
الشيخ محمد صنقور