معنى الصيد اللَّهوي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
المسألة:
ما المقصود من الصيد اللَّهوي؟
الجواب:
الصيدُ سواءً كان للحيوانات أو الطيور أو الأسماك تارةً يكون لغرض التجارة وتارة يكون لغرض تحصيل القوت، وفي كلا الفرضين لا يُوصف الصيد باللَّهوي، وقد يكونُ الغرض منه العبث واللعب أو المفاخرة والبطَر وحينئذٍ يكونُ الصيدُ لهويَّاً.
فالصيدُ اللَّهوي هو الذي يكون باعثُه التسلِّي بقتل الحيوانات والترويح عن النفس بمطاردتها وإصابتها دون أنْ يعبأ بعد ذلك بما اصطاد منها، فليس له من غرضٍ سوى التلهِّي بقتلها وجعلها هدفاً لسهامه وسائر أدوات صيده، وكذلك يُوصف الصيد باللهوي عندما يكون الغرض منه المفاخرة والبطَر كما هو حال الملوك والمترفين من الناس، فهم إنَّما يخرجون لهذه الغاية، ولذلك تجدُ أحدَهم يجهد في التظاهر بمظهر الأبهة والعظمة، فيخرج إلى مواضع الصيد بحشَمه ورجاله وخدمه مصطحباً معه الصقور والبزاة والكلاب المعلَّمة، فإذا ما اصطاد شيئاً رماه لصقوره وكلابه أو لوحوش البر أو لا يهمه مَن أخذه بعد صيده، وقد يصطاد ما لا يُؤكل أو ما لا يُقدِم العقلاء عادةً على صيده لانتفاء الحاجة إليه.
ولا ينتفي عن صيده وصفُ الصيد اللَّهوي لو أقدم على تناول شيءٍ ممَّا قد اصطاده، ذلك لأنَّ غرضه من الصيد لم يكن هو الاستفادة ممَّا اصطاده، ولهذا فهو يسعى لصيد ما لا يحتاج إليه.
وقد يكونُ الباعثُ للصيد اللهوي هو مجموع الغايتين أعني التسلِّي واللعب والمفاخرة والبطر، والظاهرُ أنَّ ذلك هو الحالة الغالبة عند المترَفين.
وليس من الصيد اللهوي الخروج لمواضع الصيد لغرض التنزُّه والترويح عن النفس لو كان التصدِّي للصيد لغرض الانتفاع به أو كان هو الباعثُ الاستقلالي للصيد وإنْ انضمَّت إليه غايةٌ أخرى وهي الترويح عن النفس.
والمتحصَّل أنَّ المراد من الصيد اللَّهوي هو ما كان باعثُه الاستقلالي هو التلهِّي بنفس الصيد بحيثُ يكون متعلَّق لعبه هو صيد الحيوانات أو الأسماك وقتلها أو مطارتها أو يكون باعثُه الاستقلالي هو التفاخر بنفس الصيد ومقدِّماته وأدواته ووسائله أو يكون باعثُه هو مجموع الغايتين كما هو الغالب عند المترَفين.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور