معنى ضراوة اللَّحم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
المسألة:
قال أبو عبد اللّه (عليه السلام) في حديث: "وكلوا اللّحم في كلِّ أسبوعٍ ولا تُعوّدوه أنفسَكم وأولادَكم، فإنّ له ضراوةً كضراوة الخمر، ولا تمنعوهم فوق الأربعين يوماً فإنّه يُسيء أخلاقهم"(1) ما المراد بالضراوة؟
الجواب:
الرواية المذكورة وردت في أصل زيد الزرَّاد(2) وقد ورد أيضاً في محاسن البرقي بسنده عن عبد الرحمن العزرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:" كان عليٌّ عليه السلام يكرهُ إدمان اللَّحم ويقول: إنَّ له ضراوةً كضراوة الخمر"(3).
والمراد من الضراوة هو الإدمان أي أنَّ الإكثار من أكل اللَّحم يُحدِثُ في النفس رغبةً شديدة إلى طلب تناوله في كلِّ وقت بحيثُ يصعب عليها الصبر على ترك تناوله، شأنُه في ذلك شأنُ الخمرة، فإنَّ مَن اعتاد على شربها لم يكد يصبر على تركها كما يُقال إنَّ للخمر عادةً نزَّاعة، واللَّحم كذلك إذا أكثر الإنسانُ من تناوله.
ولذلك ورد التحذير أيضاً من تناول موائد الملوك لأنَّها غالباً ما تكون طيِّبة فترغبُ النفس إليها فلا تكادُ تصبرُ بعدئذٍ على تركها، وذلك ما تنشأُ عنه عواقبُ ومحاذيرُ ممقوتة، قال أبو عبد الله (عليه السلام) كما في أصل زيد الزرَّاد: "إيَّاكم وموائد الملوك، وهم أبناء الدنيا، فإنَّ لذلك ضراوةً كضراوةِ الخمر"(4).
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- مستدرك الوسائل -النوري- ج16 / ص344.
2- الأصول الستة عشر ص13
3- المحاسن -أحمد بن محمد بن خالد البرقي- ج2 / ص469، وسائل الشيعة -الحر العاملي- ج25 / ص48.
4- الأصول الستة عشر ص136، مستدرك الوسائل -النوري- ص33.